لا يعدمُ القاتل أبداً فرصتهُ في إيجاد مَن يبرّر لهُ فعلهُ ويحتفي بوحشيته. وهذا الاحتفاء لا يلبث أن يتحوّل إلى ظاهرةٍ ثقافية، وسِمَة أخلاقيّة مُجتمعية، في حالات الحروب عامّة، والحروب الأهليّة على وجه الخصوص، إذ يتحوّل أخوةُ الأمس هنا إلى أعداء اليوم، وتنشطرُ الـ«نا» بطريقة تثير الشكّ، وتدفع إلى استقصاء حقيقة صحّتها ونقائها، إذ تتحوّل إلى «نحن» و «هم» بسرعة لا تتناسب أبداً مع انشطار وحدة ٍ فعلية وواقعية. وربما كانت هذه الظاهرة، من بين ظواهر أخرى،...